مجلة البيان

إرهاب يمينة

قصة

إرهاب يمينة

بقلم: هذباء الغويلي*

        خرجت من البيتِ مسرعةً تبحث عنه في أزقّة المدينة وأحيائها. كان رذاذ المطر يعانق  وجنتيها ويبلّل خصلات شعرها المتسللة من تحت شالها، فما سمعته من جارتها فضيلة أرعبها وجعلها تخرج بحثًا عنه رغم رداءة الطّقس. بحثت عنه في جميع الأماكن التي اعتاد  ارتيادها ولكنّها  لم تجده. وبعد أن أعياها البحث تذكّرت مقهى العمّ محمود في أقصى المدينة  حيث يتجمّع معظم شباب الحيّ بعيدًا عن أعين الفضوليّين. هرولت نحوها، ولم تتوقّف إلاّ بعد أن لاحت لها المقهى من بعيد.

        أخذت نفسًا عميقًا وأطلقته والتفتت يمنةً ويسرةً تبحث عمّن ترسله يتفقّده داخل المقهى، فدخول المرأة إلى المقهى يعدّ عارًا في شرع سكان المدينة. رأت طفلاً يحمل مظلّةً يحتمي بها من المطر المتساقط وكيسًا به عدد من أرغفة الخبز الطازج، فاستوقفته وطلبت منه أن يدخل إلى المقهى ويبحث عن عبد الحميد. ماطل الطّفل  في البداية وأخبرها أنّ أمه أوصته بأن يشتري الخبز ويعود مسرعًا ليصلها الخبز ساخنًا، لكنه عندما رآها تفتح حقيبتها وتخرج منها قطعة نقديّةً من فئة خمسمائة ملّيم وتدسّها في كفه حنَى رأسه، وهرول إلى داخل المقهى. غاب لدقائق ثم عاد مهرولاً وهو يركض في اتّجاه بيته وهو يقول "هاو جاي، هاو جاي".

        وضعت يمينة يدَها على صدرها وتنفّست نفسًا عميقًا ثم أخذت تعدّل شالها المُبلّل  مطرًا. خرج من المقهى بعض الشّباب، تفحّصتهم جيّدا لكنّه لم يكن معهم. نظرت يمنةً ويسرةً تتفقّد المارّة فلم تجد غير الكلاب الظالّة تبحث في سلال القُمامة، لقد بدأ الظلام يخيّم على المدينة وبدأت تشعر بالخوف والحرج، فماذا سيقول عنها سكان المدينة إن رأوها  تقف أمام مقهى في مثل  هذا الوقت، فهي رغم تقدّم سنّها مازالت تدّخر بعض المحاسن والمفاتِن.

        دوى الرّعد ولمع البرق فارتعدت فرائصها خوفًا وهمّت بالهرولة نحو المقهى، لكنّها تراجعت عندما رأت طيف رجلٍ يخرج منها. لم تكن إضاءة الشّارع كافيةً لتتبيّنه، فقد كانت معظم المصابيح مكسورةً، فدنت منه  قليلاً، نعم إنّه هو عبد الحميد. هرولت نحوه فأمسكها من ذراعها غاضبًا وقال: "يمينة، يمينة ، كم مرّة قلت لك لا تقلقِي لأمرِي، فلم أعد ذاك الطّفل الذي توصلينه إلى المدرسة ثم تنتظرين خروجه منها، لقد  طلع لي شارب وتخرّجت وأصبحت مهندسًا ...". لم تجد يمينة ما تقوله غير أن تسحب ذراعها من يده وهي تقول: "نعم، لقد طلع لك شارب، وأرسلت لحيتك، وازدادت يدك قسوةً". فهم عبدالحميد مقصدها، فمرّر يده بحنوٍّ على ذراعها وقال: "آسف عزيزتي، ولكن يجب أن تتوقّفي عن ملاحقتي..."

        نظرت إليه يمينة قائلة: "عبدالحميد، وضعُ البلاد غير آمن وما سمعته عن صديقك عماد هذا اليوم أرعبني، فهل صحيح أنّه حاول تفجير نفسه بأحد فنادق المدن السّاحلية؟ أمسكها عبد الحميد مرّة أخرى من ذراعها والتفت يمنةً و يسرةً وكأنّه يخشى أن تنقل الرّياح العاصفة ما قالته إلى مخافر الشّرطة، ودفعها أمامه وبدأ يُهرول وهو يهمس: "أنا من عشّاق الحياة، ولديّ أشياء كثيرة لم أستمتع بها بعد".

        يمينة هي الأخت الكُبرى لعبد الحميد وشقيقتيْه أنيسة ولميس، تُوفّيت والدتهم وتركتهم ويمينة وهي لم تتجاوز الرّابعة عشرة من العمر فانقطعت عن الدّراسة  لتهتمّ بتربيتهم. أمّا والدها فقد عاد إلى ديار الغُربة بعد أن توفّيت والدتهم ببضعة أشهرٍ وتركهم في كفالة جدّةٍ مقعدةٍ فارقت الحياة عندما بلغت يمينة الثّامنة عشرة. وعندما بلغت يمينة العشرين من العمر انقطعت أخبار والدها عنهم، فاضطرت يمينة إلى العمل نهارًا بأحد معامل الخياطة والتّطريز، وتعود مساءً لتنكبّ على آلة الخياطة حتى منتصف الليل لتُعيل إخوتها.

        رفضت يمينة الزّواج، وردّت كل من تقدم لها تنتظر تخرّج إخوتها، لكن عندما تخرّجوا وجدت أنّ السنين سرقت منها نظَارَتها والأيام أخمدت توقّدها وزهد الخُطّاب فيها، فاستسلمت للأمر الواقع واندمجت في مشاكل إخوتها من جديد دون شكوى أو تذمّر. تخرّجت لميس وأنيسة، وأصبحتا ممرّضتين، ثم تزوّجتا وتخرّج عبد الحميد مهندسًا في الإعلامية منذ أربع سنوات لكنّه لم يعثر على عمل، فصار ناقمًا على البلاد والعباد، وأصبح يتمنّى الهجرة إلى أيّ بلد أوروبّي، فأوروبّا هي حلم شباب العرب وقبلتهم  هوّنوا لأجلها  الغالي والنّفيس للنّهل من حرّياتها ويورواتها رغم  المخاطر التي تحفّ بها.

        سألته يمينة مرّة: "لماذَا تدفعون حياتكم ثمن وهمٍ كاذبٍ تريدون الحرّية في أوروبا؟ هل أنتم صمٌّ أم عميٌ، ألا ترون ما يحدث لأولئك الذين نجوْا من الموت ووصلوا  إلى أوروبّا؟ ألا ترون كيف يُعاملون معاملة الرّقّ والعبيد؟ أشلاؤهم ملقاة على الأرصفة وفي الحدائق، وفي كل حدث هم رهن التتبع والاعتقال، وضعوا لهم أرقامًا تميّزهم، وحدّدوا لكل جالية أحياء تسكنها ومهنًا تعمل فيها، ولم يبق إلاّ أن يُوصموهم بالحديد و النّار دليلاً على العبوديّة، لماذا تصرّون على التمرّغ في الذل و الهوان".

        عندئذ ابتسم عبد الحميد وأجابها: "هوّني عليك يا عزيزتي، نحن نصرّ على الذهاب إلى أوروبا لنعيد فتحها من جديد". لم تتبيّن يمينة بُعد إجابته وقالت:"تفتحونها؟، ومتى أغلقت أبوابها حتّى تفتحوها!؟". ضحك عبد الحميد واستلقى على سريره وأغمض عينيه بكفّيه، ففهمت يمينة مقصده، فاقتربت منه وقالت متهكمة: "وكيف ستفتحها وأنت تتعثّر في قراءة الفاتحة، وتجهل حتّى عدد  ركعات الصّلوات المفروضة؟".

        اعتدل عبد الحميد في جلسته وقال: "اِطمئنّي، لم تعد  أوروبّا في هذه الأيام حلم الجميع، فهناك جهات أخرى مستعدّة لأن توفّر رواتب خياليّةً لكلّ من يرغب في الانضمام إليها".

        فتحت هذه الجملة على يمينة حممًا من الأسئلة؛ من هي هذه الجهات؟ وكيف تعرّف إليها؟ وهل يمكن أن يكون في تواصل معها؟ منذ تلك اللحظة لم تعد يمينة تعرف للنّوم لذةً ولا لراحة البال طعمًا، فباتت كلّما خرج عبد الحميد تظلّ ممزّقة بين سطح البيت ونافذته ترقب عودته.

        عاد عبد الحميد ويمينة إلى البيت، اعتذر عبد الحميد عن تناول العشاء ودخل غرفته وأغلق الباب خلفه بالمفتاح، أمّا يمينة فجلست إلى مكينة الخياطة بعقل حائر وفكر شارد وفؤاد معلّق بين اليأس والرّجاء. أدارت عجلة مكينة الخياطة فانقطع الخيط، فنهضت تتأفف وتستغفر. خطت بعض الخطوات نحو غرفة عبد الحميد فسمعت همهمة، تقدّمت بعض الخطوات وأرهفت السّمع؛ هي لم تفكّر يومًا في التجسّس عليه أو تتبع أخباره، لكن تصريحاته الأخيرة أفزعتها. سمعت بعض الكلمات المتناثرة؛ دُولارًا أمريكيّا، وتذكرة سفر، وثورة، وثوّار وجهادّيين وأحرار... خارت قواها ولم تعد تقوى على الوقوف، فعادت متعثّرة إلى مكانها تقضم أظافرها وتهتز وكأنّ الرّيح تحتها.

        اِستجمعت قواها ونهضت متّجهةً نحو غرفته، نقرت الباب نقرًا متتابعًا. فتح عبد الحميد مستغربًا، فأخبرته أنّها تشعر بالوحدة وتريد من يشاركها جلستها، عادت إلى قاعة الجُلوس وتبعها هو. جلست على الأريكة وغطّت ظهرها بغطاء شتويّ من صنع يديها، وجلس هو قبالتها على أريكة أخرى واحتضن الوسادة. نظر في عينيها يتقصى الأمر فحوّلت بصرها عنه وكأنّها تخشى أن يخترق ظنونها، ثم قالت كيف حال صديقك صالح؟ لم أره منذ أشهر.

        ابتسم وقال: "لقد أصبح صديقي صالح قاضيًا لدى إحدى الجماعات المتطرّفة، يأمر وينهي ويقتل ويحيي، ويجرّم ويبرئ ولديه أتباع وأنصار".

        تفاجأت يمينة وقالت: "صالح ابن خالتي شدليّة أصبح قاضيًا، لا حول ولا قوة إلا بالله، آخر مرة رأيته فيها كان مخمورًا مثمولاً لا يفرّق بين الأبيض والأسود. وكان يهذي باسم محبوبته سامية التي تركته وتزوّجت من أحد المقيمين بالخارج".

        نهض عبد الحميد وقال: "ذلك كان قبل الثّورة، أمّا بعدها فقد أطلق لحيته وقصّر ثوبه وبات يتردّد على المساجد ويحلّل ويحرّم ويكفّر كلّ من خالفه الرأي، ويعد ويتوعّد بالقصاص، وبعد فترة التحق بجماعة جهاديّة جعلت منه قاضيًا وخطيبًا يؤُمّ النّاس ويفتي فيهم فيأتمرون بأمره".

        أحست يمينة بقشعريرةٍ في جسمها من البرد فالتفّت جيّدًا بالغطاء وأسندت ظهرها إلى الوسادة، وجمعت ركبتيها إلى صدرها وبدأت تفرك يديها وهي تقول: " لا أعرف من أين  انبثق هؤلاء فجأةً، لم نسمع عنهم من قبل، وعندما ظهروا إلى الوجود ظهروا كأخطبوط له ألف ذراع وذراع ممتدّة في كلّ مكان، حسبنا الله ونعم الوكيل". تثاءبت يمينة وفركت عينيها فنهض عبد الحميد وطلب منها أن تنام على أن ينهيَا حديثَهما في الغد.

        سمعت يمينة قرعًا عنيفًا على الباب، فنهضت فزعةً تفرك عينيها وتتعثر في خطواتها، فتحت الباب فإذا هي أمام عدد كبير من الرّجال الذين أسدلوا لحيّهم وشدّوا عمائمهم وتأبّطوا أسلحتهم. أُصيبت يمينة بالهلع لمّا رأتهم فحاولت إغلاق الباب فمنعها أحد الشّداد الغِلاظ وطلب من أتباعه أن يقودوها إلى ساحة المدينة. أخذُوها إلى ساحة المدينة فرأت جميع من تعرفهم ومن لا تعرفهم من أهل المدينة مُقيَّدي الأيادي وهم يجلسون القرفصاء في السّاحة، قيّدوا يديْها وألقوا بها حيث البقيّة.

        جلست هي كذلك القرفصاء، وبدأت تتأمّل ما حولها، فرأت منصّةً منصوبةً وعلى المنصّة طاولة مغطاة بلحاف أبيض وعلى اللّحاف مصحفٌ وميزان مذهّبٌ وسيفٌ برّاق، ويجلس على الطّاولة صالح صديق عبد الحميد وهو يرتدي عمامةً بيضاء وثوبًا أبيض. أحّست بالارتياح لمّا رأته لكن قلبها سرعان ما انقبض عندما رأت الرّجلين اللذين يجلسان على يمينه وشماله، ورأت الجراح الغائرة في وجهيهما.

          نهر الرّجل الذي يجلس يمين صالح الحُضور، وطلب منهم أن يلتزموا الصّمت وإلاّ قطّعوا أيديهم وأرجلهم من خِلافٍ. خيّم الصّمت واشرأبّت الأعناق تنتظر النظر في أمرها. تنحنح صالح وقال بصوت عالٍ: "كُلّكم مُذنبون وستُحاسبون وفق شرع الله، هيّا خُذوهم إلى السّجن".

        نهضت يمينة معترضة قائلة: "ولكن يا صالح محاكمتي لم تتمّ، فبأيّ ذنبٍ أُسجن؟".

        وقبل أن تنهي كلامها اقترب منها أحد الجلاّدين وأجلسها بقوّة حتّى تعثّرت فوقعت أرضًا وقال لها: "اخرسي أيّتها الحُرمة، إنّه مولانا وإمامنا صالح، كيف تتجرّئين على مخاطبته دون ألقاب؟ ردّت عليه أمينة بتحدّ ورّثتها إيّاها السّنون: "إنّه صالح ابن خالتي شدليّة تربّى فينا ونشأ بيننا..."

        تنحنح صالح" ونهض من على كرسيّه وقال" بصوت متهكم ولأني نشأت فيكم وتربيت بينكم فأنا أعرف تجاوزاتكم لشرع الله  وخروقاتكم لأمره، ولا أحتاج إلى النظر في ملفاتكم.

        قالت يمينة غاضبة" وهلا أخبرتني عن خروقاتي و تجاوزاتي لأمر الله"؟

        غادر صالح المنصة و اقترب منها قائلا" يمينة بنت خالتي منوبية العمر أربعة وأربعين عاما، عزباء، تهمتك الأولى خياطة الملابس الفاضحة  المثيرة للشهوات والرغبات. وتهمتك الثانية تحريضك لسامية بنت خالتك عائشة على الزواج من أحد أعداء الله والهجرة إلى ديار الكفر.

        صعقت يمينة لسماعها التهم الموجهة إليها وقالت وهي تنظر إليه بازدراء" أين تعلمت القضاء و أحكامه فما أعرفه أنك مدرس رياضة ولا ناقة لك ولا جمل في الفقه" استفزته كلماتها فهوى عليها بكفه حتى اهتزت في مكانها ووقعت أرضا وقال لها" أعلم أن لسانك طويل ولذلك لم يقترب منك أي رجل أيتها ...، أما القضاء فقد تعلمته على خيرة الشيوخ ولم يستمر معي الأمر إلا شهرين لنبوغي وفطنتي".

        اعتدلت يمينة في جلستها وهي تحاول مسح أثر الصفعة بيديها الموثوقتين، وقالت وهل قال لكم شرعكم أن تنفذوا أحكامكم دون الاستماع إلى دفاع المتهم ودون أن تنبهوه وتعظوه".

        قال صالح مزهوا بنفسه لقد جاءكم تنبيه من رب العالمين فعصيتم وأبيتم واستكبرتم ونحن جئنا لننفذ شرع الله.

        استفزتها إجابته فقالت ساخرة" تنفذون شرع الله في من؟ في إخوانكم وآبائكم وأمهاتكم وأهلكم وذويكم، إذا كنت بالفعل تريد تطبيق شرع الله فعليك بأهل الكفر الملحدين المشركين المحاربين للإسلام و المسلمين والمستهدفين لكتاب الله حقا، أما أنا و أنت وهؤلاء فنحن في نفس الخندق و في نفس الجبهة وما أنتم إلى دمى لا حول ولا قوة لكم، حشوا رؤوسكم بأكاذيب و أساطير لا أساس لها من الصحة ليفرقونا ويمزقونا و يشتتونا فتهن قوانا ونصبح لقمة سائغة لأعداء الإسلام الفعليين، نحن شعب مسلم وإن ضعف أو زاد منسوب الإيمان لدينا  لا نحتاج إلى دبابات وقنابل و سيوف وخناجر لنزداد إيماناً وإنما نحتاج فضاء للحوار والحريات...أرجوك يا ابن خالتي شادلية ألق عنك هذا السيف وإن أردت حمله فتخير عدوك جيدا فنحن لسنا أعداءك...

        أطرق صالح و صمت، فجاء من فوق المنصة صوت أشبه بالرعد قائلا" شيخنا ومولانا صالح اقض في أمرها حتى تعلم أننا حسمنا أمرنا" عاد صالح إلى المنصة متعثرا، جلس على الكرسي، استجمع قواه وقال" حكمنا على يمينة بقطع أصابع يدها اليسرى حتى لا تعود لخياطة الملابس الخليعة، وحكمنا عليها أيضا  بقطع طرف لسانها حتى تتوقف عن تحريض الفتيات على الفسق والكفر...

        تقدم رجلان عريضا المنكبين طويلا القامة وأمسكاها من ذراعيها وقاداها لطرف الساحة لينفذ فيها الحكم.  فبدأت تصرخ  وتشتم محاولة التملص منهما... وفجأة سمعت صوت عبدالحميد يناديها " يمينة يمينة ، يمينة استيقظي، استيقظي " نهضت يمينة وهي تلهث وتفرك عينيها قائلة" أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لقد كان كابوسا مخيفا".

        ابتسم عبدالحميد وقال " بالفعل، يبدو كذلك، فماذا رأيت؟

        اعتدلت يمينة قي جلستها وقالت" أستحلفك بحق أمنا أن تصدقني القول، لقد سمعتك قبل قليل تتحدث عن الدولارات الأمريكية و الثورة والثوار والجهاديين و الأحرار..."

        ابتسم عبدالحميد وقال " أهذا هو سبب كابوسك؟اطمئني لست أحمق كغيري، فأنا لست ناكراً للجميل و لن أنسى أنك ضحيت بشبابك لأجلنا، فلن  أتركك وأرحل إلى سراب. لقد كنت أتحدث مع صديق يعمل بأحد معامل قطع غيار السيارات بالخارج وطلب مني أن أقوم بتسويق بضاعتهم مقابل مبلغاً جيدا يدفعه لي بالدولار وسألني عن أحوال البلاد بعد الثورة لا غير...اطمئني يا يمينة وانسي ذلك الكابوس فمثلك لا يستحق إلا  الأحلام الجميلة الآمنة.

 



* قاصة تونسية.